اوداعه البریهی
فلنرجع إلى شاعرنا وداعة الذي لم ينشر شعره لعدم استطاعته الاقتصادية لا في كتاب ولا في الصحف، (وأينها الصحف التي تنشر في الأحواز بالعربية)؟ لم أعثر على قصيدة من وداعة كلما بحثت، وربما كان يركز على الأبوذيات اكثر من القصائد. وللأبوذيات ثقلها الأدبي والفني بين الشعراء وهواة الشعر، فناظم الغزالي المطرب العراقي المشهور غنى بالأبوذيات وكاظم الساهر غنى بها أيضاً، والغناء الجبلي اللبناني الذي يغنى به كثير من المطربين اللبنانيين يشبه الأبوذية الأحوازية، والنتيجة أن للأبوذية الأحوازية أهميتها الأدبية والفنية. والموال عند شعراء الأحواز الشعبيين يتشكل من سبعة اشطر، اربعة منها بجناس والثلاثة الأخرى من جناس آخر. وقد يلى الموال بيت من الأبوذية وسأقدم ما كتبه وداعة البريهي في هذا النمط من الشعر:
طبيت بحر الهوى واتعذبت من يهل (أي منذ طفولتي).
دمعي حرگ وجنتی یا صاحبي من يهل (أي حين يهل الدمع).
یلواعدتنی وخنت ما گلت لی من یهل (أي لم تسألني من أي أهل).
واعد حبيبي وجفه بجفاك حبك هلك (أي هلك هلاكاً).
ما ظن تخون الوعد غشوك يمكن هلك (أي أهلك).
عود يا ريح الورد وشتم روايح هلك (أي الهيل).
وگبال شخصک علي عيد الفرح من يهل (أي كأن الهلال يهل).
والأبوذية التي تلي هذا الموال هي:
ربيت وياك أنا من صغر يهلاك
جفيت وما تظن اليحب يهلاك
أنت الي گطعت الوصل یهلاک؟
ابجحیم ونارهم تمت سریه
ومعنى الموال والأبوذية واضح.
یقال أن وداعة لم يكن شاعراً ولم يكتب الشعر إلا بعد طلاق زوجته ولم يتزوج بعدها إلا بعد مضي اكثر من عشرين سنة، ليس تعلقاً بحبها بل لم يكن يملك مهر الزواج وتكاليفه! فقد عاش وكما اشرت فقيراً مسكيناً لم يملك قوت يومه.
وله أبوذية يشكو من خلالها عزوبيته:
ولا مصباح ما مريت مرتين
اریاگی اتمرمرت یا ناس مرتین
کثیره ایذب علیها طبگ مرتین
وردتلی امکسوره ما تصح لیه
أي كل صباح أمر مرتين. وريقي صار مراً لأن الله زوج كثيرين بزوجتين بينما أنا ابحث عن إمرأة عجوز ولم احصل عليها. فـ(امكسورة) تعني المرأة العجوز التي لا تقدر على المشي أو المرأة التي ليست قوية.فتراه يتجول بائعاً القماش تارة، ويعمل حمالاً في المراكب والسفن في ميناء المحمرة تارة أخرى، وعاملاً في البناء، وصياد الطيور، وقد يغزل الصوف أوقد يسافر من محافظة إلى أخرى ليعمل في بساتين الطماطم والخيار وله قصيدة في هذه المناسبة هذا مطلعها:
اخذ مرتك وشلع للحميدية
حلوة ونادره وتطلع اليومية
شلع: أي إذهب بسرعة.
فكان يبحث عن العمل من قرية (العويفي) إلى (المحمرة) ثم إلى (الحميدية) فإلى (القلعة) فيقول:
الناس اتكظ فلس حاضر ونقدي
حرت يا صوب انويهه ونقدي
جلي وتشريب بغداها ونقدي
سمچ مالح شوی ما یصح لیه
أي تستلم الناس رواتبها نقداً بينما أنا اصبحت محتاراً إلى أي جهة أسرع بحصاني كي أنجو من الفقر, كل على سماطه سمك مغلي ومرق شوربة وأنا لم أحصل حتى على السمك المالح المشوي. وقال السمك المالح المشوي، لأنه يصاد فيوضع على النار رأساً بعد أن يملح، دون أي حشو أو مخلفات أخرى. ويقصد هنا الصغار من السمك الذي نسميه (ابياح). ولا يأكل هذا النوع من السمك إلا الفقراء.
وفي أبوذية أخرى تدرك من أبياتها شدة الفقر الذي كان مرافقاً للشاعر:
الناس الها السلف ملتم وناطش
اتفوی ومایها اسباحه وناطش
اتشلبه وتحوی امعلگ وناطش
امخنن والرطب حسره علیه
(وناطش) في المصرع الأول: أي تفرق.
(وناطش) في المصرع الثاني أي قطرات من الماء. وفي المنجد، الطش: المطر الضعيف.
(وناطش) في المصرع الثالث: يقول الأحوازيون: طوشوا النخيل، أي إجمعوا ما سقط من رطب إذا ما هبت الريح. و(امخنن) هو البلح الذي يصاب بآفة قبل أن ينضج فيسقط من النخلة وهو لا يصلح للأكل طبعاً.
اتفوي أي تسبح.اتشلبه أي تصعد النخلة. امعلگ كناية من الرطب المعلق في النخلة
.من شعراء الأحواز
الشاعر وداعة البريهي
عندما كان يعمل وداعة حمالاً في المراكب أتعبه الصخر الذي كان يحمله على قفاه فخطر بباله أن يتمارض كي يغيب عن العمل ويستريح دون أن ينقص راتبه، ولكن لا يرهم الأمر دون إجازة يكتبها الدكتور لشركة السفن.
فمن بساطته وبساطة (ديوان) وهو الشخص الذي كان يعمل مع وداعة في نفس الشركة، شدا رجليهما وذهبا إلى المستشفى يشكيان ألماً في رجليهما ليس موجوداً أصلاً. وعندما فحصهما الدكتور ولم يجد أي داء طردهما من المستشفى.
وأنشد وداعة عند رجوعهما خائبين:
اشسوت هلنواله وياي
حاير ما عرف ممشاي
الدكتر ممتحن بيه
يعالج ما يعرف ادواي
والنواله تصنع من قماش وتوضع على الظهر كي تحمي الظهر من خشونة الصخر وتحفظ تعادل الأكياس التي يحملها الحمال.
دجاج ارويهي كان لأحد أقارب وداعة واسمه (ارويهي) دجاج وفي احدى الليالي سطا ابو الحصين على الدجاج وأكل بعضه، فقال وداعة:
عندی ویه الحصینی الیوم شرعیه
ایرید ازماط منی وحیل ما بیه
ارويهي انتخه وگال آنه ابن هزاع
اشحدک یلحصینی توصل الهل گاع
وهی قصیدة طويلة لكني لم احصل على كل أبياتها.
اجباري والمسطاح
كان الفلاحون فقراء لا يملكون ما يبذرون ولهذا يعطيهم الشيخ الإقطاعي الحبوب كي يبذروها في أراضيهم، ويعملون من حرثها حتى أن يصبح المحصول قمحاً جاهزاً، فيأتي الإقطاعي ويأخذ سهمه الذي يساوي نصف المحصول.
ويجمع المحصول في مكان يسمى (المسطاح) ثم يكيلون القمح ويأخذ كل طرف نصفه، ويبقى في المسطاح قمح يكنسه الفلاح ويأخذه له ومقداره لا يتجاوز الخمسين كيلو غراماً. ومن كرم كبير القبيلة أنه لا يقاسم الفلاح ما تبقى في المسطاح من قمح متناثر هنا وهناك. وذات مرة أخذ (اجباري) وهو من أقارب وداعة قمحه من شيخ فاضل، وفاضل هذا وكما يبدو لم يكن كريماً مع اجباري الذي يلقبه وداعة بـ(ابو ارگیبه)، فبعد ما تقاسم الرجلان المحصول وبقى القليل من القمح في المسطاح ولا يمكن جمعه إلا بعد كنسه، أجبر الشيخ فاضل اجباري كي يكنس المسطاح ويعطيه نصفه!
واقرأ ما قاله وداعة عنهما:
حول شيخ فاضل عند ابو ارگیبه
يحسب داليات وزين گص عیبه
حول شيخ فاضل صابحه ابمصباح
حتم على اجباري يكنس المسطاح
ساعه ايلم بيده وساعه بالمرواح
بالمسطاح ما خلاله احبيبه
ولم احصل على كل القصيدة كلها ولقد سمعت هذه القصة وأبياتها من الذين يحفظون بعض أشعار وداعة.
والدالية التي جمعها داليات، هي كيل يكيل الفلاحون قمحهم به.
والإقطاعيون سامحهم الله ظلموا الفلاحين كما ظلمتهم الحكومة آنذاك. والحقيقة أنهم كانوا عصا بيد الحكومة تضرب بها الشعب الأحوازي.
الدارمي
الدارمي نوع آخر من الشعر الشعبي وهو بيت واحد لا اكثر، إنما يعتبره بعض النقاد قصيدة بأكملها، لأن هذا النمط من الشعر يوصلك إلى المراد ويعطيك الزبدة في بيت واحد دون أي لف ودوران. وقد نظم وداعة الدارمي لكن دارمياته ليست قوية، وتعكس ما كان يمارسه في حياته أو ما عاناه خلالها وخذ نماذج من دارمياته:
لو ما حیه من الناس کل یوم اکامش (اکامش أي اعارك)
کلمن ولیفه احذاه بس آنه مامش (مامش أي غير موجود)
سواهه دهری ویای بنزل وخس حال (أخسأ الحال)
واعلی الخبز کظیت صف ویه الیهال (الیهال أي الأطفال)
لا مره التخبز عیش ولا کو ابنیه (لا کو: لا توجد)
متعنی للخباز غصباً عليه (متعني: ذاهب)
تدري المن الخباز بخت العيايز (العيايز: جمع العجوز)
كلهن انطاهن عيش بس مني يايز (يايز: تركني أو لم يعلق لي أهمية)
خل صبرچ ایظل دوم یا روحي هيدي (هيدي: كوني هادئة)
لو صف على الخباز لو سطلي بيدي (السطل: إناء)
ولو أنك دققت في أشعار هذا الشاعر الأمي الذي لا يكتب ولا يقرأ، فستجد البساطة وعدم التكلف في صياغة الأبيات، ولا توجد كلمة جاءت لملأ الفراغ أو لتكملة الوزن. وإني أرى في الكلمات التي تأتي لملأ الفراغ وتكملة المصرع أو لحفظ الوزن، وكأنها حبات شعير في بيادر القمح اختلطت معه كي يصبح مغشوشاً. ولا يعرف القدماء من أهلنا الغش أبداً، ولهذا فأنك ترى في أشعارهم الصدق والإحساس الرهيف والبساطة، وأن أشعارهم تعكس واقع حياتهم التي كانوا يعيشونها.
وقبل الختام أقول أني لم اتمكن من جمع أشعار وداعة المتناثرة والتي يحفظها بعض أقاربه، فقد سمعت أنه قال في الغزل قصائد عدة وله (هوسات) لا كثيرة ولكني لم احصل حتى على قصيدة أو هوسة واحدة منه، فكان رحمه الله يسجل ما ينظم على شريط المغناطيسي ويحتفظ بالأشرطة، وقد ضاع معظمها و خرب ما تبقى منها بمرور السنين وهكذا ضاعت اكثر أشعاره.
وأخيراً حالف وداعة الحظ وصاد طيرين يسميان (بحرية) عندما كان يقنص، وباعهما بثمن غال زوج ابنه صادق وتزوج هو الثاني في آخر عمره ورزقه الله طفلين ولكن لم يمهله الموت بعد أن طعن في السن وتوفي عام 1997.
والأخيرة
حاولت وبقدر استطاعتي أن أقدم خدمة للتراث الأحوازي الشعبي فجمعت بعض أشعار وداعة قاسم البريهي ولكني لم افلح بجمعها كلها لأنه توفي رحمه الله وأكثر اقرانه توفوا أيضاً، ولهذا كان من الصعب أن أحصل على جميع ما أنشده هذا الشاعر الأمي.
والمعروف أن أم وداعة (ميبورة) كانت شاعرة أيضاً ولا شك أن جميع أشعارها ضاعت مع موتها وموت أبنها وداعة.
ولم احصل على أي بيت من تلك الشاعرة مهما حاولت.
وفي هذه الحلقة وهي الأخيرة ساحاول ان اشرح معنى جناس الأبوذيات أو المفردات القديمة التي لا نستخدمها الآن.
ولعلي بهذا الجهد قمت بعمل انساني إحياءا لاسم هذا الشاعر المغمور وخدمة للشعر الشعبي الأحوازي.
وإليكم الشرح:
ما يحصل دوه للداي يا داي (أي داء)؟
الفطر چبدی ونزف كل وكت يا داي (يؤدي القيح الذي يجتمع في الجرح ويسمى مدة)
العليهم چنت امد اثنین یا داي (أمد يداي)
الدهر خان وغدوا تحت الوطية (الوطية: الأرض)
من اهيمن لرض بيده من يلمني (من الذي يلومني)؟
شداوي جرح گلبی من يلمني (لو أنه ألمني)
انا حامد الهدمي من يلمني (لأنه يلم جسدي)
ما يحترج من ناري السرية. (السرية: المتأججة)
احمول اثگال عندي من يشلها (من الذي يشيلها)؟
كثيره اجروح گلبی من يشلها (من الذي يشلها أي يخيطها ثم يضمدها)
هل غرگان گلی من يشلها (من الذي يوصله إلى اليابسة)؟
ابغبه وزود عالي وغزر مية (يقول الأحوازيون: جاءت غبة بيضاء أي جاء سيل جارف, والغبية في المنجد: الدفعة الشديدة من المطر. الزود: السيل. غزر مية: أي
زير المياه، كثير المياه).
انا اشما ثگلن احمولی یشلها (یرفعها)
اجروح البلگلب حاضر یشلها (يخيطها)
الو طحت اببحر طامی یشلها (ينجيه إلى اليابسة)
بس اندب علي حامي الحمية (يكفيك أن تجعل بينك وبين الله على عليه السلام. ندبه: دعاه ورشحه)
سواهه الدهر وياي يوله (سواهه يوله: أي بعثر الأمور وأحدث ضجة)
ولا عنده رحم لو راد يوله (يتسلط عليك ثم يبدأ يضربك)
العنده اخوان بالشدات يوله (جائوا لنصرته)
اخواني ويه الدهر هدوا عليه (هدوا أي هجموا)
اشيفيد ابچاچ من تبچین يماي (يا أمي)
طريح ولا من الخوان يماي (بقربي)
بگیت انهت من عطشان يماي (بالقرب من الماء)
ابچالی والشرب یصعب علیه (الچالی: مكان في النهر يدور الماء فيه ويصعب دخوله)
الحمد لله علی هلحال ورده (واصعب واخس من هذا الحال)
ولو جسمی یبس بالعود ورده (زهوره)
ارید اهناک انا من الحوض ورده (واشرب)
من ابو الحسنین ابو اچفوف السخیه ( سخي وكريم)
حمام الدوح حني ما تحنه (لا تحن كحنيني)
الظهر لو ما فراگک ما تحنه (لما انحنى أي صار فيه انحناء)
احلفت للموت چفی ما تحنه (لا اضع الخضاب على كفي)
لمن شخصک یرد سالم علیه (لمن: حتى أن)
هم تدری علیک اشکثر حنیت (الحنین)
اضلوعی والظهر بجفاک حنیت (الانحناء)
ابیوم العاد شخصک علي حنيت (الحنة والخضاب)
اچفوفی والیود فرحان لیه (اليود: الذي يحب)
یحگ لی لو سکنت البید والهام (ابتلع. وهذا البيت مولد، أي ابتلع الصبر)
صبر بلچن یطیب الالم والهام (الهم والأذى)
عمری 14 یا ناس والهام (الرأس أو أعلى الرأس)
شیب من کثر هضم العلیه (الهضم هوالذل والظلم)
یحگ لی لو همل جفنی وکتلای (صب بغزارة)
دمع من حیث ما یصفه وکتلای (وقت لي)
وکت تجری علیه غصه وکتلای (ووقت لوي واللوي هو الانعطاف من شدة الآلام)
امنازع دونها وتدنه المنية )تنازع مع المنية أي أشرف على الموت)
رخصت الدمع من عيني بهالاي (أبهل أي أسقى، والمعنى سمحت لدموعي تذرف)
السبب روحي الدهر خلف بهالاي (بها لوي وهو الانعطاف من شدة الألم)
ذكرت اديارنه الچانت بهالای (فيها أهلي)
مزهره وصبّحت منهم خلية (خلية: خالية)
شهم شطحل شدگن صبر شلهم(شهم: ماذا يفيدني الهم؟ شطحل: والغضب؟ شلهم:وابتلاع الصبر)
العواذل والدهر ویای شلهم(شو الهم: أي ما اكبره من هم وغم. يقال:اشهل مصيبة:أي ما اكبرها)
عمامی الما تخیط فتگ شلهم (شلهم هضم: لماذا يغيظهم)؟
هضم لو شلته الایناب لیه (الايناب: الاجانب، الغرباء)
اصافح للدهر وانگاد ویناب (انگاد: يقودني. ويناب: منيوب، أي أصيب بنائبة وهي المصبية)
اصیح ولا من الخوان ویناب (نب معي: صاح معي، أي قام لدعمي)
یلاعبنی شمال وشرق ویناب (وينوب من المناوبة أي مرة للشمال ومرة للشرق وبتكرار)
امکارب نوب الي نوب العليه (نتصارع فأغلبه مرة ويغلبني أخرى)
اصيح اعلى الزمان وما يصح لي (لا يصيح معي)
وخوي اليشرك ابهمي ما يصح لي (لا يصح لي أي لا احصل عليه)
لطبيب امتحن بيه ما يصح لي (يصحى لي أي ما يطيب لي)
جرح عندي غزير وعمل بيه (غزير أي كثير، وهنا يعني كبير. عمل بيه: أثر علي)
يدهري اشما ردت تولي ولك حيل (أي بقوة)
ابزودك والذي تملك ولك حيل (والحيل التي تملكها ومفردها حيلة)
الكديش ابساعته يبين ولك حيل (الكديش: الحصان الأثول. الكحيل: الحصان القوي والذكي)يطلعه اضراعه يوم الموزمية (في الأيام ذات الأزمات)
اچفوفی دوم للطیبین یومن (يداي تؤشر)
ولا ریده العشرته یوم یومن (لا ليوم أو يومين)
کثیره الگلت بی منین یومن (منان أو من واحد. والمن ما يساوي 120 كيلو غراماً في الفلاحية).
ابیوم الصدگ ما یصفه وجیه (الوجية عشرة كيلو غرامات)
رجال الما حمت بالضیج یرها (جارها)
وزنهم خف ولا ظن بعد یرها (يثقل)
کثیر الگال انا عیناک یرها (جرها، أي جر يده ويعني أنه انسحب خوفاً)
علی کنداقها وسلم خطیه (أي كنداق البندقية. خطية: قالها للعطف أي سلم لأنه ليس أهلاً للحرب)
بچیت ودمعتی زادت بسلها (بسيلها وهي تذرف)
وصرت شبه البلع نخله بسلها (مع سلائتها والسلائة هي شوكة النخلة. بلع نخلة بسلها: مثل)
کثیر الگال انا اعگالک بسلها (شرد بخفاء)
گفه واترک حمله اعلی الوطیه (گفه: أي ذهب وترك حمله على الأرض)
یصاحب شوف جرح الگلب شده (أي نوع من المِدة خرجت منه)
علیک وطیبته ابیمناک شده (شد الجرح أي ضمده)
ردتک من تصیر وياي شده (الشدة وجمعها شدات)
گبل لا یگع حملی اتمر علیه (یگع: يقع أرضاً)
وحگ عقدالولایه مره سلها (من الرسل)
مره اغمت اجفونی مره اسلها (ومرة افتحها لكن بخفاء)
مره اتضیج روحی مره اسلها (أسليها من السلو)
ابزاچی اللبن من یجبل علیه (زاچی اللبن: من شرب اللبن الزكي، والمقصود ابن الحلال)
حلات الرجل بالشدات ینهم (له صوت كصوت الأسد، النهيم:صوت الأسد)
اسد وگصه ابصدور اعداه ینهم (نوع مرض)
جبیله لو یصیر الکون ینهم (جن هام، أي حتى لو كان من الجن هرب خوفاً)
لرض قفره ولگه احتوف المنیه (القفر: الخلاء من الأرض. حتوف: الموت)
تشهد لی الغرب والحاط یمنه (بجنبنا)
ومهوه چنت للخطار یمنه (مهوه:مهوى أي يهواني ويحبني الضيف. يمنه: يا أمنا. ويخاطب الأم)
الیسره ما تطگ من غیر یمنه (اليد اليمنى)
شلت یمنای بس العچس لیه (العچس: المرفق)
تبعت الظعن واصرخ والحدایه (يقول الأحوازيون: يُوَلحدُ أي يصيح)
وچتفونی ابسلاسل والحدایه (يُربط الحصان بحديد ويقفل عليه وجمعه حدة، الحداية: أي الحديد
اشیل الحمل کله والحدایه (السرج)
اعجزت من ذبوا المنخل علیه (يقال: عند المنخل وبرك، وهذا مثل معروف)
علیش اتلومنی للظعن چبریت (من التكبير. أي لا تلمني وأنا أكبّر للظعن)
السبب لن علتي بحشای چبریت (كبرت)
من یمناک اریدن فرد چبریت (كبريت، ثقاب)
واچمل النار البگلبی السریه (اچمل: اکمل أي ازيد النار لهيباً)
الدهر بالک من افعاله ولوزر (يزر أي يتركك وحدك ويمشي فجئة)
معاون ما یخلیله ولو زر ( ولا وزير)
اظل ابطرگ مزویتی ولوزر( قطعة من القماش تدار حول الحزام يستخدمها البحارون في السفن)
ولا فرگه العمام اتمر علیه (فرگه:الفراق)
ذلي اخلافهم يا روح ذلي (اصبحي ذليلة)
عمامي وهيبتي وبالضيج ذلي (ظلي من الظلال)
ابيوم الكون اداوي ازمول ذلي (ازمول: الحمل. ذلي: جملي. والذلول صفة للجمل وقد يسمى بها)
احدي والحمل عدهم تحيه (أحدي: أي أمشي وظعني)
الدهر چمدوب اسامحله وعدله (اصفح عنه)
السبب ما ینفض ایویده وعدله (ايويدة: عمل طيب. عدلة: عمل جيد وحسن)
البشر مکتوب من ربه وعدله (وعد له: كتب الوعد من رب العالمين)
الدهر یخسه الصبر واجب علیه (الخاسئ: المبعد والمطرود)
راح الچان بیه الگلب یمن (من الأمان)
وعلیه من دم دموع العین یمن (يم البئر: نبع ماءه. دموع العين يمن: الدموع تنبع أي تذرف)
اشو ذبنی زمانی النوب یمن (بقرب من)
البد وفه وما بیه حمیه (بد هي كلمة فارسية وتعني السيئ. الذي لا وفاء له)
يا دهري شو يبت خيلك ولكدن (لكدت الخيول أي ركضت)
عليّ احساب تطلبني ولكدن (لك دين)
انچان اترید تنصفني ولكدن (تدنى أي اقترب)
الیسر گد العسر وعطف علیه (گد: بقدر، أي اليسر بقدر العسر)
ولاني الدهر يا احبابي منا شاب (منذ أن كنت شاباً)
لما بين شعر راسي منا شاب (الشيب الذي يبين في الرأس)
اشمريد اصعد مثل ربعي منا شاب (حين أشب واصعد)
الحواييز اتغدي حسره عليه (الحواييز: جمع الوسيط)
بدينه لجل ابو عيسى بدينه (مشينا نحوه ضيوفاً)
ابفرح واسرور ومطالس بدينه (بأيدينا)
چنت مطلوب وارد اوفی بدینه (بدينه)
ابرگبتی لو قبل مني هديه (أوفي دينه برقبتي إن قبلها كهدية)
الرجل لو عاف اخوته وتبع ماله (المال)
گعده ویه الزلم بالسلف ماله ( ليس له. أي لا يسمح له أن يجالس الرجال، لا ينبغي له)
الجمعهم ابیوم الکون ماله (مالاي أي لا يلوي ويبقى قوياً)
گوه عزمه وکسر بیهم سریه (گوه: صار قوياً. سريه: العسكر)
اطحنی فوگ لب احشای یرحای (الرحى التي تطحن القمح والشعير)
والچمی السومر من اسنین یرحای (جرحي)
یکره اعلی الذیاب النوب یرحای (كرّه: شاة قصيرة الأذنين. يرحاي: اهجمي)
وابتری ابدال لیتچ تسع میه (لیتچ: مؤخرة الشاة التي فيها كثرة من الشحوم)
وکتی نوب صاحی ونوب عی بی (فيه اعوجاج)
اظن صارت لعند الخلگ عی بی (عجيبة)
یکره ذاک ابو سرحان عی بی (ابو سرحان: الذئب. عي بي: عيبيه أي عضيه ليعيب)
ایتهوم خاف یشرد له ابنویه (ايتهوم: يريد الفرار، يريد أن يهيم خوفاً)
عبدک واشتکی عندک یباری (الله سبحانه وتعالى)
طریح ومحد من اهلی یباری (يواظب)
المکسور من غیرک یباری (يطيبه، يشافيه)
وانت اشفق من الوالد علیه (الله اشفق)
النخیته قادر من الولم یبراک (يبرئك من الآلام أي يبعد الآلام عنك)
ولو مکسور عنده سهل یبراک (يطيبك، يشفيك)
رب الخالجک کل وکت یبراک (يواظبك)
ابسعاده وخیر وبجنته الهویه (الهوية: التي نهواها ونتمناها)
من همی یلوي الطفل ويشاب )يشيب أي يصير شيخاً طاعناً في السن)
غديت الهم دجيج الصبر ويشاب (الشب: ملح معدني حار جداً ولونه ابيض يطيب بعض الآلام)
حلو الي ربيت وياه ويشاب (مع شباب)
شباب اهوه وانا الشيبات بيه (الشيبات بيه: أي الشيب في رأسي أو لحيتي)
انا الشيبات بيه قهر يوهم (من الهم والأذى)
وبعد لحد يلوم الگلب یوهم (إذا ما هم)
انا المحد علیه برم یوهم (هام نحوي: أراد سوءاً بي)
وهسه کثرن الطگات بیه (الطگات: الضربات)
علیه کثرن الطگات والیور (الجور)
اخوتی ولا صدیق انتغر والیور (الجار)
امعاتت ما یفیده الدهر والیور ( لا يفيد امعاتت ولا جر. امعاتت: الجر أيضاً)
السماحه اتصیر ذل ومهضمیه (مهضمية: الظلم)
علی الزینین یا روحي تراداي (تمرضي أي كوني حزينة ومريضة)
بچیت ودم دمع عینی تراداي (تره أدى أي سال دمعى دماً. أدى:سال)
الاسف شیفید یا احبابی تراداي (يداي)
امچتف هل وکت غصباً علیه (كتفني الدهر)
یعت بیه الدهر يهلي وناعت (وأنا أجر)
الخنسه ما تون ونتي وناعت (ونعت موت أخيها)
النذل ما عيب اقصدنه وناعت (هذا البيت مولد: وأنا أعاتب اليكره العتب)
بل يكره العتب ويحن عليه (اليكره العتب: الذي هو أهل للعتب)
شوف الأشد والأعظم ولدها (الأدهى: الأصعب)
نصيبي للحلگ توصل ولدها (ومنعها)
صرت مثل الذی امضیعه ولدها (والصحيح التي ضيعت ولدها)
امخرطه اخدودها وتلطم شجیه (امخرطه اخدودها: تاركة أثراً من أظافرها على خديها)
وحگ من خالج العسره یسرنه (العسر واليسر)
جنابک من قصد لینه یسرنه (يجعلنا مسرورين)
اشما تجبل علي واجب يسرنه (نصنع لك جسراً)
اضلوعي وكل قدم حدره تحيه (الجسر هو الضلوع التي كلما خطوت خطوة تقدم لك تحية)
الك يلما علي مريت مره (مرّ: أي لم تمر علي، لم تزرني)
اریاگی اصبحت من فرگاک مره (مرة ضد الحالي)
شعاین شفتکر شرتچب مره (لا أرى)
ابهواکم مبتلي وروحي شجيه (شجيه: حزينة)
وقال باقر الغرابي حين رأى وداعة يبيع القماش:
وحگ البلحسن موصوف جمله (جماله)
امبسط بالعجد ویصیح جمله (يبيع بالجملة)
وداعه الما اله بالروض جمله (جمل)
اشمعنه بالوصل یبخل علیه (اشمعنه: لأي الأسباب)
وقال وداعه:
الك مرسول يا سيد يملنا (جاء منا)
وما ظنتي اليعاشرنه يملنا (يمل منا)
انا البل روض كل وكته يملنا (جملنا)
نهض للطاح حمله وگطع فیه (ساعد الضعيف وابن السبيل)
وقال أيضاً:
عرفتوا سيف الابيمناي وشره (طريقة قتاله واسلوب ضربه)
مسگی ومحد ما یحتای وشره (لا حاجة لمن يسنه ليصبح حاداً)
یسید حتی جدک باع وشره (باع واشترى)
ولا یطلب من الذاته ردیه (ردئ الذات، عديم الشيم)
احبن کل شجاع وطلج یمنه (يده اليمنى)
وصدیجه لو قصد بحشاه یمنه (يعطي صديقه الأمان)
اظنن ما یخیب ارباچ یمنه (يا والدتنا، يا أمنا)
الیخیب ارباه ابو افعال الردیه (الرديه: الرديئة)
اهموم الناس نص حگه وناتل (نص حگه: کیلو وثلثه. وناتل: وأنا همومي تل أي جبل)
وچتفنی الدهر یا صاحب وناتل (وأنا أناتل أي أنتل نفسي وأجذبها من مكان إلى آخر كي احلها)
الچانوا لیوره جدموا وناتل (هم تقدموا وأنا بقيت تال أي آخِر)
السبب خانوا عمامی وگصوا بیه (قسوا)
ما تنشد علیه اشکثر منهم (الهم)
وهمت بالبید کالمجنون منهم (إذ هام)
الذنب مو من زمانی اعتقد منهم (من هم أي من عمامي)
عمامی الخالفوا وگطعوا بیه (خالفوا: مشوا خلاف الفضائل الأخلاقية المتفق عليها)
ما تنشد علیه اشصار وجره (ماذا جرى)
بچیت وسال منی الدمع وجره (جرى دمعي)
شطر سیفه علیه الدهر وجره (سل سيفه)
اهو بسلاح وآنه اشگف بدیه (اشگف: ارد ضرباته بيدي)
الک ود ابوسط گلبی ولک هم (هم منك في وسط قلبي)
نحل وانفت علی افراگک ولک هم (من الهيام)
الک تعتب علي واجب ولک هم (ولك أيضاً)
اببياب العين اودیلک تحیه (بيابي العين: بؤبؤ العين، انسان العين)
بچیت وفاضت من الدمع بیدای (صحرائي)
السبب گلبی من الخوان بیدای (فيه ألم)
اخاف النوب اگص یمنای بیدای (بيدي)
الیسره ما تشیل الحمل لیه (وابقى بيدي اليسرى فلا تقدر ان ترفع حملي)
عکس جبله وشمال وغرب وشراگ (الشرق)
مربع صار طر الگلب وشراگ (صار شقاً شقاً)
خفج میلی ابوسط البحر وشراگ (الميل: السفينة. وشراگ: انشرق أي انشق)
ایسدره المد یجیبه الیزر لیه (المد والجزر)
ابهدوت اللیل الوح ابظهر یلفای (حصاني)
الما عنده ابو یا صوب یلفای (يجئ، يرجع فيألف، المرء يلفو على بيته)
چنت ابگوش هسه النوب یلفای (الگوش:ضد العمیق، يلفاي: حان العوم أي السباحة)
اهومش والیرف مبعد علیه (اهومش:احرك يداي بسرعة واستنجد لأني لا أجيد السباحة).
اشما العب مع المخلوگ شاچی (إذا بدأ اللعب بالكعاب وهي لعبة قديمة، يقال: لعبت شاچی)
انغلب والجسم من الهضم شاچی (مريض. وفي المنجد، الشكو: المرض)
ارید اگصد وصیح ادخیل شاچی (أشكو، اتظلم)
عند اهل العبا الخمسه الشفیه (الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام)
من اگولن چای گول احضرت چایین (شايين أي فنجانين من الشاي)
الگلب لو ما یلزمه الصبر چایین (أي لولا الصبر لأصبح مجنوناً)
الو سمعن ونینی السمر چایین (لأتين أي حضرن لشدة أنيني)
البچی الهن والونین ایصیر لیه (البكاء لهن والأنين لي)
صدگ عینک الی یا خوی وربه (هل تنظر نحوي)
غده گلبی علیک 12 وربه (12 قطعة)
اطلبک من حلیب اغذاک وربه (الحليب الذي غذاك ورباك)
مثل ما حنت امک حن علیه (حن عليه: كن حنوناً معي)
خلف شخصک سهرت اللیل ونطر (احرس)
افراگک حز ضمیر احشای ونطر ( صار فيه طراً أي انقسم)
همت لجلک سألت الطیر ونطر (من أي جهة طار)
اودیلک سلام وبیه تحیه (اوديلك: ارسل لك)
وینه الی یسلی الروح بنای (الناي وهو أحد آلات الموسيقى)
ویشبعنی طبیخ وسمچ بنای (نوع من السمك)
اصیر ویاه انا من الصبح بنای (بناء)
وسد الحوش اله غصباً عليه (الحوش: المنزل أو خارج الغرف حتى باب المنزل)
دخيل الي يدير الحال بلحال (محول الأحوال)
الیچتفه الدهر گلی اشلون بلحال (كيف الحل)
آنه الدون منی صفوا بلحال (في الحال، أي بسرعة)
تعلوا بلشماته النوب بیه (شمتوا بي)
الدهر خوان بفعاله وفتنی (من الفتنة)
قهرنی وذوب افادی وفتنی (أضعفني، كسرني)
اخوتی الی وفیت الها وفتنی (وفت لي أي كان وفاءها لي)
ابرده ولا شوف الی بیهم تچیه (ابرده: برديئة والرديئة العمل الدنئ)
خله الدهر یسحگ خله خله (دعه دعه)
علی وثر ابگلبی خله خله (داء داء أو نقصان نقصان)
الخلیل اشلون یصبر خله خله (حبيبه حبيبه)
جفه وسارت اظعونه وگطع فیه (گطع فیه: سار بعيدا)
ادور عل یدوس الخطر ولفای (الصحراء الخطرة)
وحرت یا ناس بین الشمس ولفای (الظل)
طحت ما بین دهری وبین ولفای (حبيبي)
تسلم یلتگول اگبل علیه (اگبل :اقبل أي تعال صوبي)
ارید اگصد لذیذ الزاد ولمای (الماء)
نحیل وصعد بلدلال ولمای (المي)
ابعدوی ما یصح لی اطراگ ولمای (من الملائمة. الفرصة)
ودور کل شجاع وبیه حمیه (الحمية: الإباء، لأنه سبب الحماية هذا ما ذكره المنجد)
الدهر یحلب علیه وآنه حل به (أي يضربني وأضربه)
انعجد دلال گلبی وآنه حل به (أحل به أي احل العقدة)
ایدرها الثور یمته وآنه حل به (أحلبه كي يعطيني حليب)
اخضن واطلع الزبده وجیه (أخضن: أحرك اللبن كي اخرج منه زبدة. وجية: عشرة كيلو غرامات)
العواذل فتگوا شلتی ولیراب (اليراب: جلد الغنم بعد أن يصبغ, وقد يستخدم للخضيض بعد دبغه)
الهزله احتچت ابزوری ولیراب (الهزلة: الشاة الضعيفة. وليراب: الأجرب)
یشامت هم الی حوبه ولیراب (لي رب)
المشه ویای ابرده ایطیح ابهبیه (هبية: حفرة تحفر ليقع الصيد فيها, حفرة عميقة)
الک یلخلفت بالگلب خله (نقصان أو داء)
ثگل همی وهمک عليّ خله (دع همك على همي. خله: دعه)
العزم بالله الخليل ايعود خله (خليله)
انتلاگه بالهنا ونگعد سویه (انتلاگه: من اللقاء)
حمامه اتنوح متگلی شطرها (ماذا أتاها أي دهاها)؟
اظن سیف الشطر گلبی شطرها (شطرها: قسمها نصفين)
ابیوت البلفله امشیده شطرها (ماذا شقها؟ طرها: جعل فيها اخدوداً أي طراً)؟
الدهر واثر کثیر النوح لیه (جعلني أنوح دائماً)
اشتذکر هلحمامه اتنوح بالهیم (في الصحراء)
وعلی درب الاحباب الگطع بالهیم (إبلهم أي جملهم)
شجیه اهیه وشریکه ویای بالهیم (في الهم والغم)
افگدت خلها وانا الشحوا علیه (شحوا: بخلوا علي في الوصال)
ارید انهض وحف الجدم وخطه (اخطو أي امشي)
ومیل عن جمیع اذنوب وخطه (الخطايا)
للاسمه انکتب بالعرش وخطه (خُط أي كتب)
محمد للنجات من الاذیه (ويقصد النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
وحگ من طاف بیت الله وحی بی (حج به)
معرض للگصد وگبل وحی بی (أحيي بضيوفي)
النذل مالی غرض عنده وحی بی (ليست لدي حاجة عند النذل)
عتابی اعلی البذل روحه الخویه (بذل روحه لأخيه)
یا گلبی لا تعوف الصبر وتمل (من الملل أي العجز)
ولو همک ثگل حمرین وتمل (وأزود منه، أي بثقل جبل حمرين وزيادة)
تره الدنیا غرور ویاک وتمل (تميل عنك أي تغير جهتها منك)
افتکر چم حید ضمته الوطیه (الحيد: الكبير الشجاع)
بعد ما آمن الدنیا واملها (الأمل)
ابسبب کل یوم تومیلی واملها (الإشارة)
سفنها کل وکت تطرخ واملها (السفن كناية من الجنائز. واملها: أي مراكبها)
الی ساعه التذب انیر علیه (انير: مرساة)
گلبی ایفور کلتنور حامای (شديد الحرارة)
الگبل چانوا حمه ایریدون حامای (حماية)
یروحی النوب علی فوگ حامای (الطيران في الأعلى)
ابوسط لا للسما ولا للوطیه (الوطية: الأرض)
غدرنا الدهر یا صاحب غدرنا (من الغدر والخيانة)
وبعضها الناس ما تعرف غدرنا (من القدر والمنزلة)
تبدد ماینا وشفت غدرنا (جمع الغدير)
الدهر واهل الوفه خانوا سویه (سويه: معاً)
الدهر بنزول من صوبی لچنه (كأنه)
نهشنی وخلف نیبانه لچنه (التصقت)
لعبت ولا من اچعابی لچنه (لعبة الكعاب لعبة قديمة، وإذا وقف الكعب يقال: لچه)
صولی وخذوا ترماقی من ادیه(الصول هوكعب يضرب به، والترماق يوضع في اليد عند الفوز)
تحیینا ابفرح لسمک وصلنا (من فرحنا صلينا على محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم)
لجل عیناک لا تگطع وصلنا (وصالنا، صلتنا)
عساهه اتدوم خوتنه وصلنا (أصلنا)
بحگ المرتضی حامی الحمیه (يقسم بعلى عليه السلام)
وحگ اللی عليّ بالمهد لالت (تلولي الأم لتنويم الطفل. يقسم بوالدته)
ابذچرکم دمعتی بالعین لالت (تلألأت)
عسه الیال المظن یا خوي لالت (لا قربت. لت:قرب، دنا)
انفردنه وكل قسم صار ابنويه (ابنويه: في جهة، في زاوية، في بقعة من الأرض)
اعتقد حتی السما من الظلم یحمر (يصير احمر)
وابو ارویشد ابلحم السبع یحمر(ابوالحصين يأكل بلحم الأسد حتى التخمة.يأكل زيادة عن اللزوم)
شیل الذیل وانهگ حیل یحمر (يا حمار)
الوکت وکتک صفه یبن المطیه (المطية: أنثى الحمار)
تهوی الروح ما یحصل یدلها (الذي يدلها إلى الطريق)
على اهل المجد من اب يدلها (جد لها)
شوف الخنفسه مدت يدلها (يد لها أي مدت يدها)
تريد ويه الوذن توگف سویه (الوذن: الخيل الأصيلة)
جفنی ما غمض للنوم وراگ (ارق: لم ينم)
وغدیت التاذ بلریجان وراگ (الزوايا، الأطراف)
المرایل صفت للعگروگ وراگ (السلحفاة)
وابو الزمیر مد سیفه علیه ( الزمير: نوع سمك على ظهره شوك)
یا گلبی من الهموم اتلول وسر(حمّل. يقول الأحوازيون: اموسّر اتوسّر: حمل حملاً ثقيلاً وكثيرا)
ابسبب ما تکتم السهلات وسر (لم تكتم سراً)
الما یدهن احبال الوصل وسر (بالحزام)
جرم ویروح کل وصله ابنویه (الجرم:اليابس. واليابس يكسر كما يقال)
حمل اهموم الگلب وینه الذی چایله (جاء له)
حمرین اظن لو سمع حتی افتکر چایله (حمرين: اسم جبل. چایله: کایله کیلاً بکیل)
بسک بعد یا دهر المن یبت چایله (الدوبة التي ليست بها ماكنة فتجرها السفن وهي محملة)
ما من اخوه بعد عنی الخوان ابعاد (من البعد)
عافوا الجنه ومشوا مستعبرین ابعاد (عاد الذي ذكر في القرآن)
یا عابد الله لا تعبد عباده ابعاد (عادة، أي لا تجعل عبادتك عادة بل اعبد بخشوع وحضور)
دعواک لو تنقبل هم الگلب چایله (هم القلب ذهب عنك، أي تنجلي همومك)
خلص گوتی وبگالی الصبر چالای (أكلي، غذائي)
وطحت من فوگ حده اببطن چالای (الچالی: مكان في النهر يدور الماء فيه ويصعب دخوله)
الو یسمع ونینی المیت چالای (يلوي أن ينعطف من شدة الألم)
انطر لحده ونهض وانتغر لیه (انتغر: قام لدعمي)
صدیت منه وخفت یوم الدهر یا علی (أتى نحوي)
چتفت الیدین من فضلک الی یا علی (أو ضدي)
گلی علیک الدهر گمت انتخی یا علی (صرت اطلب العون من علي عليه السلام)
یا حامی الجار چمدوب الصبر لاوین (إلى متى)
ذبلن اهروش الگلب منی ایبسن لا وین (من اللوي. اللوي: الانعطاف من شدة الألم)
شیفید ونی بعد یا اباالحسن لاوین (لو أني أنيت)
وانا نحیل الجسم بس النفس یاعلی (تصعد وتنزل)
متی اعلوم النوایب یعلمنا (تعلمنا)
ابعجل وانصیح انهضن یعلمنا (يا أعلامنا)
جرعت الصبر لکن یعلمنا (جاء اعلى منه أي اصعب منه)
الساقط والخنیث ایعیل بیه (الخنيث: على صورة الرجال واحوال النساء)
حایر امتیه الفکر من یوم گفه وشال (رحل)
دمع البیابی خلص ما بعد بیه وشال (بقايا)
ولف الیخیط الجرح بیده ابمحبه وشال (شله: خاطه من الخياطة)
لاوین اتانی بعد یا صاحبی عوده (عوده: إذن، يعني. يقال: أنت عوده صديقنا:أي صديقنا ولكن)
خلیت ولفک نحل سل وذبل عوده (العود أي الغصن)
نادیت حامی الحمه یا بالحسن عوده (ليعود لي)
صگرت طیری وشهگ والچف علی ایدی وشال (شلا الطير: صاح للطير)
انتلی الروح منی وشله بیها (جريها)
اییست والعین ماظل وشله بیها (بقايا فيها)
انا چمدوب اصگر وشله بیها (شلى الطير: صاح له)
بعد ما ترغب الچف گید نیه (أي الطير لا يرغب أن يحط على كفي)
ساهرت لیلی ابفرح من حین خطک وصل (وصل، من الوصول)
من حیث اعرفک شهم من بطن آفه وصل (الصل عند الأحوازيين: ذكر الحية)
کثرت مصایب علي ودعن اگلیبی وصل (ارباً ارباً)
وحیات من رضعتک من ثدیها بیدار (اللبن)
اهموم کثره احملت وسط الحشه بیدار (بيدر: الموقع الذي يجمع فيه القمح. ويعني الكثرة)
لو ردت تسأل علي چان اسألت بیدار (في أية دار)
بالقلعه ساکن انا وگطعت بیه الوصل (الصلة)
احباب الي سروا بالليل ونهم (أين هم)
جفوا عني وعليه زاد ونهم (الأنين)
تعنيت الديار وشفت ونهم (اطلالهم, رف البيت، ونسميها الروفة التي تحمي البيت من السيول)
رسم يا حيف مغطيه التراب (الأطلال كالرسم مغطية بالتراب)
هلي ركبوا سبايه وشرگوهن (اتجهوا نحو المشرق)
وعنوهن امغیرب شرگوهن (عنوهن: وضعوا العنان في فم الخيول فشرقت)
هلی سله وصوارم شرگوهن (شقاً شقاً)
احشاي من اصبحوا عني اغياب (اغياب: غابوا عني، بعدوا عني)
وهذا النمط من الشعر يسمى عتاب.
هذا ورحم الله وداعة البريهي.
أخي الكريم ، تحية لك وبعد
هذا النوع من الشعر يسمى ـ الأبوذيه ـ وهو ضرب من ضروب الشعر الشعبي مؤلف من بيتين بأربعة اشطر ثلاثة منها في جناس واحد يتحد في اللفظ ويختلف في المعنى وينتهي الشطر الرابع منه بحرفي ( الياء والهاء ) أما في حالة الغناء فله اطوار عديدة والبيت الواحد من الابوذية يستطيع المطرب ان يؤديه على أي طور يشاء وللاطوار انغامها ايضاً .
فمن الاطوار ما ينسحب على نغم البيات وما ينسحب على السيكاه او الحجاز او الصبا وغيرها من الانغام .
والابوذية واحد في وزنه وتركيبه وان اختلفت مفرداته بين حوار المدينة وحوار الريف العامي ، أي لهجة المدينة ولهجة الريف ،
والابوذية هو من بحر الوافر كما ورد في عروض العر . . . للخليل بن احمد الفراهيدي ( مفاعلتن مفاعلتن فعول ) .
إن كلمة الابوذية جاءت من معنى الاذيه . وتدل تركيبة الابوذيه من حيث الوزن الذي هو ( الوافر ) او حيث الجناس الثلاثي والقفله في الشطر الرابع التي تنتهي دائماً بحرفي الياء والهاء والشيء الآخر الذي يتميز به (الابوذيه) عن سواه من انماط الشعر الاخر هو انه لاينظم الا على بحر واحد وهو بحر الوافر . ومن الادله التي تثبت عراقيه هذا الموروث الشعبي :
1- ان تركيبة الابوذيه لم يطابقها في الفارسيه نظماً مشابهاً له لا من حيث المعنى ولا من حيث العروض .
2- ان الابوذيه فن من الفنون الشعبية وترجمة لاحاسيس ومشاعر انسانية عاشها الانسان العراقي خلال حقب متراكمه من الزمن . فراح يجسد ويترجم معاناته بلهجته الخاصة وحسب الحوار اليومي الذي يدور في منطقته وكثيره هي اللهجات المحليه في المدينه والريف والباديه وتختلف مفردات حوارها من منطقه الى اخرى . فأبن الريف قد ترجم معاناته بالابوذيه وغيره من الوان الغناء الريفي ، وابن الباديه ترجم احاسيسه (بالحدي والسامري والهجيني والمسحوب وغيرها ... ) .
والانباط ترجموا معاناتهم بالشعر النبطي والذي مازال منتشراً في الجزيره العربيه .
وقد عرفنا أن سبب تسميته بـ (الأبوذية) ، وهي كلمة مركبة من (أبو) أي صاحب، ومن (ذية) وهي مخففة (أذية فيكون معناه (صاحب الأذية) وهذا التعليل قريب من الصواب لأن ناظمه أو قارءه لا يمكن أن يجيده إلا إذا كان مصاباً بحادثة سواء كانت نفسية أو غيرها مما تستوجب ألمه فيندفع بواسطته للإعراب عما يدور في خلده ولينفس كربه بواسطته.
وقد استخدمت فيه سائر أغراض الشعر وهي 1- العتاب 2- التوجع 3- الحماس 4- المديح 5- الرثاء 6- الغزل 7- الهجاء 8- المراسلات 9- السياسة 10- الاجتماعيات 11- الألغاز 12- الفلسفة .
وهذه نماذج من شعر الابوذية
حمامة الفرت من ايدي ولاجت
وعليها الروح تتعـذب ولاجت
من امس لليوم لاحطت ولاجت
ولا الها جدم بــرض الوطيه
يكاس العمر ماظــلت وشل بيك
ويجرحي لشوكت تنزف وشل بيك
تكلي ليش متمرمـــر وشل بيك
تهت منهو اليـــــدليني عليه
الصديق اللي نشوفه نقي ونظيف
نود كل يوم نبدي اعليه ونضيف
على طيبه نجمل طيب ونضيف
بكثر معنى الحـروف الابجديه
روى الزيتون من دمعي ولاراك
أوغيرك مانحل جسمي ولاراك
أخاف أطول غيبتكم ولاراك
وعند وصلك تدانيني المنيه
قلبي مافرح عقـــــــــــبك ولاسار
ولاجذمي ماخطى الغيرك ولاسار
أخبرك مابقت جـــــــــلمه ولاسار
فضحني الدمع من غصـــبن عليه
انت الشمس وانت البدر منهل
وشفافك طعم العســـــل منهل
كلبي بس إلك ياتــــرف منهل
الورد من تمر ياخـذ لك تحيه
ولاني الدهر يا احبابي منا شاب (منذ أن كنت شاباً)
لما بين شعر راسي منا شاب (الشيب الذي يبين في الرأس)
اشمريد اصعد مثل ربعي منا شاب (حين أشب واصعد)
الحواييز اتغدي حسره عليه (الحواييز: جمع الوسيط)
للشاعر الاهوازی وداعة البریهی
من شعراء الأحواز
الشاعر وداعة البريهي
(2)
من قرأ الحلقة الأولى من هذه الدراسة قد يظن أن لا علم للأحوازيين بالشعر الفصيح، فأقول أن هناك شعراء أحوازيين كتبوا بالفصحى وعددهم ليس بقليل.
فهذا الدكتور عباس الطائي شاعر أحوازي يكتب الشعر الفصيح وخذ نموذجاً من شعره:
هم أهل أرضي وعرضي هم بنو وطني
أعيش من أجلهم في القول والعمل
قالت: كفاك عناء لست منفرداً
فالناس حولك في عيش وفي جذل
قلت: اعذريني فليس العيش ملعبة
لا عشت في جذل والأهل في نكل
أو الشاعر على الغريفي العدناني يقول في قصيدة من قصائدة:
اتقن الله صنعه في أناث
جل من دق صنعه وتعالى
قد براهن من نفاية طين
واصطفاهن قدوة لن تطالا
أو من شعراءنا القدامى علي بن خلف المشعشعي يقول:
ما زلت حرباً للزمان وأهله
ما زلت في طلب الكمال مشمرا
واذا الفتى صحب المكارم والثنا
عاد الزمان واهله من ذا الورى
ومثلهم شعراء كثيرون لا مجال لذكر أسماءهم في هذه الدراسة التي خصصتها للشاعر وداعة.
طلق وداعة زوجته (ابريجة) بعدما رزقهم الله طفلين وقد مات أحدهما وبقى الثاني يعيش مع أبيه الذي لم يتزوج لعسر أحواله الإقتصادية وبقى أعزب لعشرات السنين.
وسافر شاعرنا مثل الألوف من الأحوازيين إلى الكويت في عهد الشاه محمد رضا البهلوي بحثاً عن العمل وقد عمل هناك لفترة ثم عاد إلى وطنه الأحواز.
وطن محتل يسرق الفرس ثرواته وأبناءه يبحثون عن العمل في الكويت. والكويت ليس أثرى من الأحواز، فكلا البلدين يستخرج منهما النفط، هذا الذهب الأسود الذي جعل ساكني أرضه أغنياء، وهل حدث أن كويتياً جاء إلى الأحواز يبحث عن عمل؟ فهم في نعيم بفضل ثروات بلدهم (أدام الله نعيمهم) بينما الأحوازيون يبحثون عن لقمة قوتهم في الكويت والعراق وفي باقي الدول العربية والأجنبية! فما هو السبب؟ وما الذي جعل أبناء الأحواز يتركون بلدهم الثري ويهاجرون بحثاً عن لقمة عيشهم؟ أليس الإستعمار الفارسي هو السبب؟
يقول وداعة في أبوذية أخرى:
نديم وآنس اخواني من الفن
المصايب لوعن گلبی من الفن
غدیت الالف ما عرفه من الفن
الحسبته یوز یطلع فرد لیه
لا شك أن الكثيرين من هواة الشعر في الأحواز يحفظون بعضاً من أشعار وداعة، وكان يعتبر نفسه فناناً والحقيقة هو كذلك، فإذا ما زار قوماً رحبوا به أجمل ترحيب وطلبوا منه أن ينشد لهم أشعاره. فينشدها دون أن يمكث أو يبحث في ذاكرته عن الأبيات، فقد كان يحفظ الكثير من الشعر. ودائماً ما نرى معاناته تعكس في أشعاره.
نديم وآنس اخواني من الفن: النديم من جالس الأكابر أو شاركهم في الشراب، فيقول شاعرنا أني نديم وآنس أحبائي من شعري الذي نعته بالفن.
المصايب لوعن گلبی من الفن: أي حلت بي مصائب فتلوع قلبي منها. فـ(لوعن) من اللوعة وهو فعل لجمع المؤنث الغائب. و(من الفن) أي حين لفن ولفن هو جمع من فعل (لفى) أي أتى للمؤنث الغائب.
غدیت الالف ما عرفه من الفن: أي غديت وأنا لا أعرف الألف من الألفين في الحساب من شدة المصائب.
الحسبته یوز یطلع فرد لیه: أي كلما وصلت في العد لنتيجة الزوج تبين أن حسابي كان خطأ والصواب في العد هو الفرد.
إن الشعر وكما يقول علم النفس يعكس ما يعانيه الشاعر أو ما يعانيه جيله، فإذا وجدت الشعر يروي الحزن والألم فاعلم أن شاعره كان حزيناً ومتألماً، وعندما وجدته يروي لك لوعة الغرام يتبين أن الشاعر كان مغرماً، وإن وجدته يعكس الفرح والسرور هذا يعني أن من نظمه كان يعيش في الرخى والنعيم.
وأقول إن فاتك تأريخ أمة فإقرأ ما كتبه شعراءها، فإنهم يعكسون واقع التأريخ دون أي شك.
ولو قرأت أشعار الأحوازيين في عهد النظام البهلوي لا تجد إلا الحزن والفقر والحرمان وهذا يعني أن شعبنا كان يعيش في الحزن والفقر والحرمان في ذاك العهد الإستعماري.
وهذا ما يؤكد ما وصلت إليه عندما احاور بعض الشيوخ الطاعنين في السن فينقلوا لي شدة المعاناة التي كانوا يعيشونها خلال حياتهم في زمن الشاه.
يقول وداعة في أبوذية أخرى:
الدهر بحبال چتفنی وناحل
وسقم منه مرض بیه وناحل
الخلگ یتغشمر ویاهه وناحل
گعد بثنین ادیه ایدگ علیه
وفی هذه الأبوذيه التي هي شطر من الأشعار المحلية كما قلت، يشكو الشاعر أنه لم يذق طعم الحياة المترفه بل كان متقشفاً، معوزاً.
الدهر بحبال چتفنی وناحل: أي الدهر قد كتفني (ويعني أنه ربط يديه من الخلف) بحبال وأنا أحاول أن أحل حباله. فـ(وناحل) أي أنا أحل، أفك عقد الحبال.
وسقم منه مرض بیه وناحل: أي أصبحت من شدة تصاريف هذا الدهر، سقيماً ونحيلاً. فـ(وناحل) أي نحيل.
الخلگ یتغشمر ویاهه وناحل
گعد بثنین ادیه ایدگ علیه: أي لا مشكلة للدهر مع الناس إلا معي. فالخلق يمازحها ولكنه عندما يحين دوري يبدأ بضربي بكلتا يديه. فـ(وناحل) أي وأنا بشدة، أي يضربني بشدة.
في الأبوذية غالباً ما يكتمل معنى كل مصراع بقافيته، فحينما يقول:
(الدهر بحبال چتفنی وناحل)، الشطر كامل من حيث المعنى، ولكن في شطر:
(الخلگ یتغشمر ویاهه وناحل)، لا یکتمل المعنى إلا في المصراع الأخير.
فإن قلت: (يمازح الناس وأنا بشدة)، فالجملة تبقى ناقصة، كذلك (الدهر بحبال چتفنی وناحل).
وهذا النوع من الشعر يسمى (مولد)، وقد اشتهر به الشاعر (ملا فاضل السكراني) وهو شاعر أحوازي شعبي متميز. ويقول في إحدى أبوذياته المولدة:
یگلبی الما وجدتک وکت تلهب
فرح بس بیک نار الحزن تلهب
شرایینک غدر دنیای تلهب
زعل وشعل ضرام الحتف بیه.
فقافية المصرع الأول: تلهى بفرح.
والثاني: تلهب من اللهيب.
الثالث: تلها بزعل.
وقد اكتب نقداً حول أشعار ملا فاضل ذلك إن شاء الله.
عادل العابر-الأحواز
من شعراء الأحواز
الشاعر وداعة البريهي
(1)
كنت متردداً هل اكتب عن شعراء الأحواز الشعبيين أم لا؟
وهل سيعرف الشارع العربي معنى شعرنا الشعبي أم سوف يصعب عليه ما يحتويه هذا النوع من الشعر من احساس رهيف، كونه ليس فصيحاً؟
وهل نترك قصائد شعراءنا الشعبيين تنسى بمرور الزمان ونكتفي بما يكتب من شعر فصيح؟
لا شك أن الشعر الفصيح هو تلك الهوية العربية التي ميزتنا من بين شعوب العالم أدبياً.
فهولاء شعراء المعلقات خلدت قصائدهم وأي شعب لديه امرء القيس الذي قال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وأي شعب لديه طرفة بن العبد أو زهير بن أبي سلمى أو لبيد بن ربيعة أو من الشعراء الذين أتوا بعدهم كأبي الطيب المتنبي وأبونواس الأحوازي وأبو فراس الحمداني أو حتى من شعراء عصرنا هذا، ألم نفخر بـأحمد شوقي ونزار قباني ومحمود درويش؟
ولكن اكثر شعراء الأحواز كتبوا شعرهم باللغة الدارجة، والدليل أنهم لم يجيدوا اللغة الفصحى حيث لم يفسح المجال لهم لقراءتها، ورب قارئ يسأل عن الدليل فأقول: الدلائل كلها سياسية فارسية، عنصرية، قمعية!
فمنذ اكثر من ثمانين عاماً والشعب العربي الأحوازي لم تفتح في وطنه العربي مدرسة عربية أبوابها كي تحتضنه بضادها ثم تعلمه لغة الإسلام التي حاربها البهلويون ثم الخمينيون الذين لبسوا لباس الإسلام كذباً ونفاقاً ولم يسمحوا للأحوازيين حتى التكلم بلغتهم العربية!
فبقى هذا الشعب ينشد أشعاره بلغته الدارجة التي لم تتجاوز حدود الأحواز، ولم يدعم الإحتلال الشعراء لينشروا دواوينهم وما أكثرهم الذين ماتوا وماتت قصائدهم الجميلة معهم.
فلهذا سوف اكتب عن شعراء هذا الشعب وادري أن القارئ العربي سوف يفهم ما قاله هؤلاء الشعراء. ألم يغن عبدالحليم حافظ معظم أغانيه باللغة الشعبية؟ ألم تغن أم كلثوم باللغة الدارجة؟
أو ألم يغن المطربون الجدد اكثر أغانيهم باللغة الشعبية ويفهمهم المواطن العربي في جميع أنحاء العالم؟
فلغتنا الأحوازية الشعبية وإن حاول النظام الفارسي أن يمحوها ولكنها بقت عربية ولا تختلف كثيراً عن لغة العراق ومصر ولبنان وكل الدول العربية إلا اللهم في بعض المفردات والمصطلحات.
وأما الشاعر الذي اخترته لكي اكتب عنه هو (وداعة البريهي).
هو وداعة قاسم البريهي ولد في قرية (العويفي) من قرى الأحواز وتبعد عن العاصمة الأحوازية 80 كيلومتراً. توفي أبوه قاسم وتركهم أطفالاً هو وأخاه (عبد) وأخت لهم، تعول بهم أمهم (ميبورة) ولهذا عرفوا باسم أمهم، فيقال (وداعة الميبورة).
لم يدخل (وداعة) المدارس التي لم تكن موجودة في القرى أصلاً، ولهذا بقى حتى أن نالته المنية بعد ستين عاماً من عمره تقريباً، لا يكتب ولا يقرأ.
وقد عاش حياة كلها فقر ومعاناة سأحاول أشرح بعض معاناته من خلال أشعاره، كما أني سأشرح
نفس الأشعار إن تسنى لي ذلك.
فيقول في أحدى أبوذياته:
من مثلي ابتلى يا ناس بالهم
على احبابي السروا ما رجع بالهم
اشمريد اصبر يزود الشيب بالهم
من امر والگه منازلهم خلية
لا شك أن فراق الأحباب لأمر صعب، فهناك من يعبر عن حزنه إن غاب عنه حبيب، بالبكاء. وهناك من يلبس الأسود ولا يحلق شعر رأسه ولحيته، وغيرهم قد يختار العزلة والسكوت ولا يختلط بالناس. وأما الشاعر فيبين ما في قلبه بكلمات رقيقات يعبر من خلالها عن حزنه وألمه حيث تترك هذه الكلمات على المستمعين أثراً بالغاً قد تبكيهم أو تجعلهم يتعاطفون مع الشاعر.
من مثلي ابتلى يا ناس بالهم معنى هذا المصراع واضح : من الذي ابتلى بالهم والأذي كما ابتليت؟
على احبابي السروا ما رجع بالهم وأساس بليتي الأحباب الذين ظعن إبلهم أي جملهم ولم يرجع.
وكان العرب من عزم للسفر يستخدم الهودج الذي يوضع على الإبل أو قد يستخدم الإبل دون هودجه، ولهذا استخدم الشاعر الإبل في الرحيل. وقد يقصد من السير السفر ثم يحدث للمسافر ضير ولا يرجع، أو قد يراد بالسير الهجرة من مكان إلى مكان دون رجعة, أو قد يعني الموت ومن سار بإبل الموت لا يرجع طبعاً، وأظن ما يقصده الشاعر في بيته هذا هو المعنى الأخير للسير.
اشمريد اصبر يزود الشيب بالهم والهام هنا يعني الهامة التي تقع في أعلى الرأس. ويقول الشاعر كلما صبرت ازددت شيباً بان في شعر رأسي.
من امر والگه منازلهم خلية يزداد شيبي كلما مررت بمنازلهم ووجدتها خالية. و(الگه) من (القى) ويقلب الأحوازيون القاف في بعض الكلمات إلى (گ) التی هی لیست من الحروف العربیة. فهناك حروف يستخدمها الفرس ولا يتلفظها العرب في لغتهم الفصيحة وهي (پ - ژ – گ – چ) وقد ادخلها الأحوازيون في محاوراتهم الدارجة وهذا ليس بأمر غريب فهناك المصريون يقلبون القاف إلى الهمزة وفي الصعيد يقلبونها إلى (گ) وکذلك في دول الخلیج.
فجاءت قافية بالهم في ثلاث معان مختلفة 1- بـ(الهم) أي الغم. 2- إبل لهم أي جمل لهم.
3- بـ(الهامة) أي أعلى الرأس. وهذا شطر من أشعار الأحوازيين يسمى (الأبوذية).
ولاني الدهر يا احبابي منا شاب (منذ أن كنت شاباً)
لما بين شعر راسي منا شاب (الشيب الذي يبين في الرأس)
اشمريد اصعد مثل ربعي منا شاب (حين أشب واصعد)
الحواييز اتغدي حسره عليه (الحواييز: جمع الوسيط)
للشاعر الاهوازی وداعة البریهی
منقول